من منا لم يسمع بالأصمعي؟
شاعر من شعراء العرب القدامى اسمه: عبد الملك بن قريب بن الأصمعي الباهلي.
كان الرشيد يسميه"شيطان الشعر" مداعبة له.
وقال عنه الأخفش: "ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي"وقال أبو الطيب اللغوي"كان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالشعر وأحضرهم حفظا" وقال الشافعي عنه"ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي" وقال أبو داود"صدوق وكان يتقي أن يفسر الحديث كما يتقي أن يفسر القران"
الأصمعي وصوت صفير البلبل:
ولعل أشهر قصيدة عرف بها هي "صوت صفير البلبل" وقصتها:
أن أبا جعفر المنصور كان لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة وله غلام يحفظ من مرتين وجارية تحفظ من ثلاث وكان الشاعر يكتب القصيدة الطويلة يدبجها ليلتين وثلاث فيقول له الخليفة: إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته ذهبا وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها من أول مرة ويقول له إنني أحفظها من زمن بعيد فيقولها له ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية فتقولها كاملة فيشك الشاعر في موهبته وهكذا مع كل الشعراء فبينما هم كذلك إذ بالأصمعي يقدم عليهم فشكوا إليه حالهم فقال: دعوا الأمر لي.
حينئذ كتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات وتنكر بزي أعرابي وأتى الخليفة ليسمعه شعره فقال له :أتعرف الشروط ؟
قال: نعم. قال: هات القصيدة.
فقال الأصمعي:
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً
مع لحظ زهر المقل
وأنت يا سيد لي
وسيدي ومولـــلي
فكم فكم تيمـــني
غزيــــل عقــيقل
إلى أن قال:
أنا الأديب الألمعي
من حي أرض الموصل
نظمت قطعا زخرفت
يعجز عنها الأدبل
أقول في مطلعها
صوت صفير البلبل
فلم يستطع الخليفة أن يحفظها فنادى الغلام فلم يستطع شيئا غير أبيات متقطعة فنادى الجارية فعجزت. عندئذ قال له:أحضر ما كتبتها عليه لنعطيك وزنه ذهبا.
قال الأصمعي: ورثت عمود رخام من أبي نقشت القصيدة عليه وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة جنود فانهار الخليفة وجيء بالعمود فوزن له كل ما في الخزنة وعندما أراد الخروج, عرف الخليفة أنه الأصمعي, وعرف منه سبب حيلته, فاتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم..
شاعر من شعراء العرب القدامى اسمه: عبد الملك بن قريب بن الأصمعي الباهلي.
كان الرشيد يسميه"شيطان الشعر" مداعبة له.
وقال عنه الأخفش: "ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي"وقال أبو الطيب اللغوي"كان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالشعر وأحضرهم حفظا" وقال الشافعي عنه"ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي" وقال أبو داود"صدوق وكان يتقي أن يفسر الحديث كما يتقي أن يفسر القران"
الأصمعي وصوت صفير البلبل:
ولعل أشهر قصيدة عرف بها هي "صوت صفير البلبل" وقصتها:
أن أبا جعفر المنصور كان لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة وله غلام يحفظ من مرتين وجارية تحفظ من ثلاث وكان الشاعر يكتب القصيدة الطويلة يدبجها ليلتين وثلاث فيقول له الخليفة: إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته ذهبا وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها من أول مرة ويقول له إنني أحفظها من زمن بعيد فيقولها له ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية فتقولها كاملة فيشك الشاعر في موهبته وهكذا مع كل الشعراء فبينما هم كذلك إذ بالأصمعي يقدم عليهم فشكوا إليه حالهم فقال: دعوا الأمر لي.
حينئذ كتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات وتنكر بزي أعرابي وأتى الخليفة ليسمعه شعره فقال له :أتعرف الشروط ؟
قال: نعم. قال: هات القصيدة.
فقال الأصمعي:
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً
مع لحظ زهر المقل
وأنت يا سيد لي
وسيدي ومولـــلي
فكم فكم تيمـــني
غزيــــل عقــيقل
إلى أن قال:
أنا الأديب الألمعي
من حي أرض الموصل
نظمت قطعا زخرفت
يعجز عنها الأدبل
أقول في مطلعها
صوت صفير البلبل
فلم يستطع الخليفة أن يحفظها فنادى الغلام فلم يستطع شيئا غير أبيات متقطعة فنادى الجارية فعجزت. عندئذ قال له:أحضر ما كتبتها عليه لنعطيك وزنه ذهبا.
قال الأصمعي: ورثت عمود رخام من أبي نقشت القصيدة عليه وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة جنود فانهار الخليفة وجيء بالعمود فوزن له كل ما في الخزنة وعندما أراد الخروج, عرف الخليفة أنه الأصمعي, وعرف منه سبب حيلته, فاتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم..